ساجدة Admin
الجنس : عدد المساهمات : 20 تاريخ الميلاد : 18/10/1991 تاريخ التسجيل : 26/12/2014 العمر : 33 العمل/الترفيه : طالبة
| موضوع: غيرة الأطفال هل هي شعور طبيعي السبت ديسمبر 27, 2014 1:01 am | |
| يختلف تعامل الآباء مع الطفل الغيور؛ فمنهم من يظن أن استرضاء الطفل وتدليله يمكن أن يخفف من غيرته، وغيرهم يرى أن زجره كفيل بتقويم سلوكه، بينما لسان حال الطفل يقول: افهموا سبب غيرتي لتساعدوني! فما هي الدوافع الحقيقة للغيرة؟ وما هي مظاهرها؟ وكيف نتصرف بحكمة فنصنع من الليمون الحامض شراباً حلواً مغذياً؟ الأسباب الحقيقية للغيرة: أهم أسباب الغيرة على الإطلاق عدم إحساس الطفل بالأمان. والسبب في ذلك أن الطفل يريد أن يشعر بأنه مهم بالنسبة لوالديه وأنهما يحبانه. ولأن ذو السنتين أو الثلاث قليل التجربة، فإنه يفسر الانشغال عنه بغيره على أنه نوع من التخلي عنه خصوصا إذا حدث ذلك فجأة كالعناية بمولود جديد. ففي هذه الحالة يظن المسكين أن أبواه لم يعودا راضيين عنه فاستبدلاه بهذا الوليد. إن أكثر ما يهم الطفل هو حب والديه له، وهو يستمد ثقته بنفسه وانطلاقه في التعامل مع الناس من إحساسه بقبوله عند والديه. لذا نجد الطفل الذي يغمره والداه بالعطف ويظهران له الحب في كل الأحوال لطيفاً متسامحا مع الآخرين. أما إن شك الطفل في حب والديه له لقلة اهتمامهم به أو لقلة الوقت الذي يمضونه معه أو معاملتهم له بشيء من الجفاء أو الغلظة فإنه يحس بالقلق ويحاول أن يكسب والديه ويجذب انتباههما بأسلوبه الخاص ومن بينها إبداء الغيرة من الآخرين سواء كانوا إخوته أو أقرانه. وينبغي أن تُفسر أغلب تصرفات الأطفال دون السادسة على هذا الأساس. من أسباب الغيرة كذلك أن الطفل في عامه الثاني يحس أنه كيان مستقل، ويحاول تقييم نفسه بمقارنتها مع الآخرين، مما يجعل تفاوتاً بسيطاً يبدو للطفل أمراً مزعجاً جداً؛ وهذا ما يفسر غيرة بعض الأطفال من مظهر الآخرين. فربما يغار الطفل من أحد أترابه لأنه أطول منه مثلاً. مظاهر الغيرة: يختلف تعبير الأطفال عن غيرتهم من إخوتهم الصغار؛ فمنهم من يبدي غضبه واحتجاجه صراحة ويعلن الحرب على هذا المخلوق الذي يريد أن ينازعه قلب أبويه، فيؤذيه كلما سنحت له الفرصة. وبعضهم يبدو ودوداً مع الوليد أمام والديه، حتى إذا ( ما غاب أب شنب لعب أب ضنب). وقد لا يبدي الطفل أي عدوان على أخيه لكنه يحاول العودة بعقله للمرحلة التي كان سعيداً فيها فيبدأ لا شعوريا في التصرف كالصغار فيمتنع عن تناول طعامه بنفسه أو يرفض الطعام كلياً ويعتمد على زجاجة الإرضاع، وقد يتبول على ثيابه رغم أنه كان يستعمل المقعدة، وقد يتعتع في الكلام مع أنه تجاوز هذه المرحلة منذ عدة شهور، وغير ذلك أفعال الصغار وهو بذلك يحاول أن يشعر والديه بأنه صغير يحتاج العناية والرعاية مثل هذا الذي يرعيانه. من مظاهر الغيرة كذلك: القسوة على الحيوانات. إلقاء الأشياء من النافذة أو الشرفة. العناد وعدم الطاعة. قلة النوم. كثرة البكاء والانفعال لأبسط سبب. الخوف الشديد وربما بلا مسوغ. وبالطبع ينبغي التعامل مع كل هذه التصرفات على أنها مظاهر لمرحلة عابرة، والمهم معاونة الطفل لاجتياز التجربة والاستفادة منها لا التركيز على كل مظهر على حده ومحاولة علاجه؛ لأن كثرة الملاحظات والأوامر والممنوعات تزيد من ضيق الطفل وتفاقم مظاهر الغيرة وتشعر والديه بالإحباط مما يعقد المسألة ويحولها لمشكلة حقيقية لا تجربة عابرة. كيف نتصرف مع الطفل الغيور: من المهم جداً إشعار الطفل بالاهتمام، وإظهار الحب له بالتبسم والإقبال عليه عند الحديث معه، ومسح شعره والتربيت على ظهره أو غير ذلك من صور التلامس الجسدي، وكذلك عدم الضجر من تصرفاته مهما كانت طائشة، والاكتفاء بالتوجيه أو العقاب إن دعا الأمر لذلك على ألا يكون العقاب بتهديده بحرمانه من الحب، والتركيز على أن الوالدان يرفضان التصرف الخاطئ وأنه محبوب ومقبول بحسناته ولن تنزع سيئاته مافطر عليه قلبيهما من محبته. كما أن تخصيص وقت للعب مع الطفل وسيلة مهمة لطمأنته. كذلك المبادرة بتقديم ما يحب دون إفراط. بهذا يقول الأبوان للطفل نحن نحبك، لا كما يتصور البعض ويردد على مسامع أولاده: ما حاصله نحن نشتري لك أغلى الألعاب، وأفخم الملابس ونحو ذلك، فالمادة لا تعني للطفل شيئاً في سنيه الأولى. قد يزعم الوالدان أن معاملتهما للطفل الكبير لم تتغير وأنهما هيآه لاستقبال أخيه الصغير، ولذا عندما يعبر عن ضيقه بمقدم أخيه يعتبراه شريرا ويستنكرا تصرفاته. وفي الحقيقة، أو لنقل حسب وجهة نظر الطفل أن الوالدين قد تنكرا له فهما لا يكفان عن مداعبة الوليد رغم أنه مثل الصنم لا يستجيب لحركاتهما، بل أكثر من ذلك يفخرون به ويقدمونه للزوار وهؤلاء بدورهم يمدحون جماله ويباركون مجيئه، ثم يرمقونه بنظراتهم ويسألون أمه عن ردة فعله فتشرح لهم بالتفصيل كيف أنه غيور يشد شعر أخيه المسكين ويحاول أن يعضه وو.. فينصحونها بإبعاده عنه وتشديد الرقابة عليه فيتعمق إحساسه بأنه منبوذ ويزداد إصرارا على استرداد حقوقه المسلوبة، وتقل ثقته بنفسه أكثر وبالتالي تزداد مظاهر غيرته من أخيه حدة. أما فرية تهيئته لاستقبال أخيه فمردودة أيضاً، لأن غاية الأمر أنهما أخبراه بأنهما سيحضران له أخا صغيرا فلم يفهم المسكين شيئا لكنه أخذ يردد ما يقولونه ثم لما رأى سرير الوليد كون صورة باهته ثم ها هو ذا فجأة يرى بديلا له بين ذراعي أمه، وأبوه لا يكف عن ذوده عنه كلما اقترب منه، ثم بعد كل هذا يطلبون منه أن يحبه معهما! بالطبع لكل طفل سماته الخاصة، لكن النظر للقضية بعين الطفل يمكِّن الأبوان من التعامل الحكيم بعون الله، والسطور التالية موجِّهات عامة قد تعين الأبوين على تجاوز هذه المرحلة من حياة الطفل. تقدير شعوره؛ فلو طلب الابن من الأم أن ترجع هذا الوليد الذي لا يكف عن الصراخ من حيث أتى، فلتتفاعل معه بشكل إيجابي، فتبين له الفرق بين الناس والبضائع ثم تشرح له كيف أنها فخورة به لأنه كبير لا يبكي مثل الصغار ويستطيع أن يلعب معها ويمكن أن تصفه بكل ما تتمنى أن يتحلى به من صفات لأن الإيحاء الإيجابي له أثر فعال في دفع الطفل -بل حتى الكبار- للتصرف بشكل سليم. السماح للطفل بمخالطة غيره من الأطفال قبل مولد أخيه يجعل الطفل يستمتع بعدم الاعتماد المطلق على الأم وبالتالي يكون أقل هما وغما بعد ميلاد أخيه. إشراك الطفل في العناية بالوليد - تحت إشراف أبويه طبعاً- فيساعد أمه في تبديل ثياب الرضيع أو يُسمح له بمسك زجاجة الإرضاع بضع ثوان مع الثناء عليه وشكره على خدماته الجليلة التي تخفف عن الأم كثيرا، وبذلك يحس الطفل بالفخر وأنه صار قريناً لوالديه لا للرضيع، وأن الجميع كيان واحد ولكل فرد مكانه. بالطبع لا يجب إثقال كاهل الطفل، بل يجب أن يسمح له بلعب دور الأبوة متى ما أحب حتى لا يحس أن الكبر عظيم التبعات وخير له أن يعيش صغيرا. بالإمكان شراء دمية -وننصح بأن تكون شرعية فلا تكون تمثالاً بين معالم الوجه- يطلق عليها اسم الوليد ينفس فيها عن غيظه منه. عدم المقارنة بينهما مطلقاً، وإن دعا الأمر يجب أن تكون المقارنة بين مرحلة الرضيع ومرحلته هو. الابتعاد عن انتقاده لئلا يفقد الثقة في نفسه بل يجب توجيهه للصواب مباشرة. إن حاول إيذاء الوليد خفية يجب ألا يعامل معاملة من ضبط متلبساً بجريمة كبرى، بل يجب التصرف بحكمة كأن تتظاهر الأم بأنها لا تعرف ما جرى وأنما أتت لتدعوه لمشاركتها في فعل شيء ما. استشارته في بعض الأمور التي يمكن أن يُعمل فيها برأيه، كسؤاله مثلا: هل نلبس هذا الرضيع هذا الثوب أم ذاك؟ الثناء على أي خطوة إيجابية يتخذها ولو صغرت حتى يتحمس للخطوة التالية. مكافأته عند الطاعة ليعلم الفرق بينها وبين العصيان، وليس من الضروري أن تكون المكافأة مادية، بل من الممكن أن تكون معنوية، ومن أشد ما يعجب الأطفال التصفيق لهم بشيء من الحماس أثناء تكرار الفعل الحسن الذي فعلوه، أو أن تقول الأم أنها ستخبر (بابا بهذه الشطارة) فور وصوله وطبعا يجب أن تفي بالوعد وأن يبدي الأب فرحته الغامرة بهذا الانجاز الهائل الذي قام به ابنه الحبيب. معالجة الأمر عن طريق القصة مع مراعاة سن الطفل بحيث يتمكن من استيعابها، وبالطبع يجب أن تحكى القصة بنوع من الانفعال مع الأحداث. إن كان الطفل قد نكص لمرحلة الرضيع فليُسمح له مرحليا بذلك على أن يركز الوالدان على إشعاره بمزايا مرحلته العمرية بصورة غير مباشرة. بالنسبة للأطفال الذين يبدون شيئا من التمرد، تنوع لهم طرق الأمر مع مراعاة سنهم، فذو السنتين مثلا لا يستوعب الجمل الطويلة، وينسى كثيرا بالذات مع كثرة الأوامر. كذلك ينبغي أن يحترم كيانهم، بمعنى إذا كان الطفل مستغرقا في اللعب وحان وقت الطعام يطلب منه بشيء من التلطف أن يتناول طعامه ثم يعود للعب. بالنسبة للأطفال الذين تضعف شهيتهم يُقدم لهم ما يحبون ويُجعل من وقت الطعام وقتا للتسلية كأن تأكل معه الأم ويمكن أن تطعمه بين الحين والآخر وهي تنشد له أو يشاهدون شيئا يحبه أو تحكي له قصة أو غير ذلك مما يناسبه. الطفل قليل النوم يجب ألا يكره عليه إكراها بل ينبغي أن يُهيأ له الجو ويترك لينام عندما يغلبه النعاس. والأطفال عموما يستغرقون في النوم ما دام المكان هادئا خافت الإضاءة. كما أن الروائح الطيبة لها أثرها في تحفيز الصغار والكبار للنوم، فبإمكان الأم استعمال البخور على ألا يملأ الدخان أرجاء المكان. يمكن أن تصحب الأم طفلها إلى المطبخ مثلا وتشرح له أثناء إعدادها الطعام ما تفعله، وتسمح له بالمشاركة في الأشياء المعقولة وتنصت له إذا تكلم فيتسلى ويحس بالأهمية، وتزداد ثقته بنفسه، ويتعرف كذلك على طبيعة بعض الأشياء، ويتعلم الإصغاء وكلها ميزات جيدة يمكن إكسابه إياها بمثل هذا التصرف الذي لا يكلف الأم شيئا. هذه بعض التصرفات التي يمكن أن تعين الطفل في اجتياز تجربة الغيرة والاستفادة منها، وبإمكان كل أم وأب أن يستحدثا الكثير من الوسائل التي يمكن أن تسعد طفلهما حسب طبيعته ومزاجه. أخطاء يجب أن يتجنبها الآباء: الشفقة الزائدة على الطفل والتي تبديهما عنده وكأنهما قد جنيا عليه. الامتناع عن مداعبة الرضيع كلما جاء أخوه، بل ينبغي لهما أن يُشعراه بأنهما أخوان، وأنهما معا محل رعاية الأبوين وحبهما. تنفيذ طلباته كلها مما يجعل منه مستبداً صغيراً. وبما أن الأبوان لن يستمرا طويلاً على هذه الحال فستكون ردة فعل الطفل عنيفة لأنه كلما طلب شيئا ولم يعطه ظن أن والديه إنما يمنعاه حقا من حقوقه وأنهما قد تنكرا له وهذا من شأنه أن يسبب له بعض المشكلات النفسية حسب سنه. غض الطرف عن وقاحته، مما يجعله يتمادى في الخطأ، بل يتعود الجرأة على فعل ما يُستنكر. كما أن الطفل يحس بالقلق كلما ترك دون توجيه كلما أقدم على فعل يستيقن أنه مشين؛ لأنه من ناحية يظن أن أبويه إنما يكظمان غيظهما لحين، وأن بركان غضبهما سينفجر في وجهه لا محالة، وسيُنزل عليه أشد العقاب، وهذا ما يحدث من كثير من الآباء قصدوا ذلك أو لم يقصدوا. ومن ناحية أخرى لأنه يحس بالحاجة للتوجيه والتقويم تماما كإحساسه بحاجته للطعام والشراب، وتقصير الوالدين في هذا الجانب يعني أنهما حرماه من التوجيه لأمر ما وهذا مدعاة للقلق بالنسبة للصغار. المبالغة في ذم الرضيع. عدم منعه من إيذاء أخيه مما يوقعه في الإحساس بالذنب، ويتعاظم هذا الإحساس إن لحق أخاه شيئا من الأذى. وعلى الأبوين أن يعيا جيدا أنهما مسئولان عن الطفلين معا وأن التسامح مع الأبناء لا يعني تمكينهم من الاعتداء على الآخرين، وأن الطفل في مرحلة الغيرة أو غيرها ينتظر منهما أن يهدياه للصواب ويشجعاه على التحلي بجميل الخلال. ختاما إذا كانت المرأة العاقلة قد تغار من أختها، والرجل السوي يغار، ومن فوقهما يغار، فلابد أن يدرك الآباء أن الغيرة شعور طبيعي ومرحلة عابرة، وأن الأبوين بشيء من الصبر يمكن أن يعينا الطفل على الإقبال على الحياة بثقة، ويربياه على حب الآخرين والتسامح معهم. | |
|